الاثنين، 24 يونيو 2019

اكاش " الابن المفقود"


اكاش " الابن المفقود"

لا زالت السيده حبيبه تنتظرعوده ابنها الاكبر المأخوذ منها قسرا قبل سنوات . عينيها رغم مرور السنوات لا زالت في الطريق تراقب كل الاقدام لعل قدم من هذه الاقدام تكون قدم اكاش المفقود وكل الايادي التي تطرق الباب تظنها يداه . طرق الباب طارق ليخبر السيدة حبيبه بالقافله القادمه من المفقودين قبل سنوات وركضت وركضت كأن روحها تطير ولا تصل اقدامها الى الارض وتتسائل اينتهي الشوق الان؟ اتنتهي الحسره بقلبها وتروي عروق قلبها بعد كل ذلك الظمئ تفقدت كل الوجوه الموجوده ولم يكن من بينهم اكاش سالتهم واحدا واحدا الم ترو اكاش؟ اتعرفون اكاش؟ ولم يعرفه شخص واحد كأن الارض ابتلعته . في طريقها الى منزلها كان بجانبها ابنها اراد وابنتها الصغرى سوزان وضع اراد يده على كتف امه وقال : يا امي الحبيبه يبدو ان اكاش قد مات منذ زمن بعيد قالت الام حبيبه : استغفرالله يا ابني لا تقل هذا الكلام فقالت سوزان : يا امي اراد صادق لا يوجد اثر لاكاش منذ سنوات لو كان حيا لظهر .
فردت عليها بصبر : الامل لا ينقطع من عند الله انا اعرف ان ابني حي اشعره به هنا واشارت الى قلبها .
هناك في البعيد البعيد جدا كان هناك يرتجف في العراء بلا مأوى . يتسول الى الماره ليعطوه قطعه خبز صغيره او مال وفي حال رفض احدهم كان يضربه بلا رحمه استمر على حاله هذا لسنوات ياكل من الشارع ويوجهة ضرباته على من يشاء دون ان يخشى الموت حتى اكتشفه رئيس عصابة وجعله حارسه الشخصي ومنفذ عملياته كان يقتل في ضوء النهار دون ان يخاف ان يقبض عليه احد لم يكن يخاف احد "لانه على حد قوله خسر كل شي وليس لديه ما يخاف عليه " غرقت يداه في الظلام كثيرا كثيرا جدا قتل اعدادآ لا تحصى وضرب اعداد اكثر وسرق من الاموال ما لايمكن عده وكلما غرق في الظلام اكثر كلما ارتفعت مكانته اكثر . كان يذكر عائلته جيدا ولكن في كل مره كان يقتل فيها شخص برئ كانت يفقد صورة شخص من عائلته من ذاكرته رويدا رويدا حتى اختفو جميعا من راسه ولم يعد يستطيع تذكر وجه امه ولا اخوته يحاول جاهدا ان يكون صوره في عقله عنهم وما ان تتكون الصوره حتى تتششتت سريعا ويعجز ان يتذكر كأنه عقاب على افعاله الشنيعه ، ذهب بعدما يأس من ان يتذكر عائلته الى حكيم فقال له انه كلما قتل شخصا ما تشتت صوره عائلته وضاعت اسمائهم في ذهنه اكثر فاكثر . فقال له الحكيم : يا ابني ان اردت ان تتذكر عائلتك وتعود إليهم فيجب عليك ان تتوقف عن ظلم الناس وقتلهم . ترك عمله مع رئيسه غضب عليه كثيرا وحاول فيه لكي ييقى على عمله لكنه رفض رفضا قاطعا .اصبحت ايام اكاش بين الصلاه والدعاء كان يدعو ويدعو ليتذكر عائلته ويستطيع ايجادهم ولكنه لم يتذكر رغم مرور الشهور على تركه عمله . اتاه رئيسه بثياب المحب وقال له: اكاش عزيزي الا تعود الى العمل؟ فرفض اكاش فاخذ يغريه بالمال والمناصب فرفض اكاش اكثر فقال له بنفاذ صبر : صدقني انت لن تتذكر اي شي لان كل هذا هراء فعد الى عملك فقال له اكاش: يا رئيس لقد اكتفيت من ظلم الناس اعذرني لن استطيع ان اعود الى عملي السابق
فابتسم رئيسه بخبث وقال : اعذرني انا ايضا يا اكاش لاني لن استطيع ان ابقيك على قيد الحياه اذا لم تعمل معي .
هناك على الارض كان اكاش ينظر الى السقف ويحاول ان يبقى على قيد الحياه لمده اطول قليلا لانه الان الان فقط استطاع ان يتذكر وجه امه واخوته فنادى بلا مجيب على امه واخوته مرارا وتكرارا ولفظ انفاسه الاخيره دون ان يستطيع لقائهم . خرجت منها صرخه ايقضت ابنائها . عيناها معلقتان في السقف ودموعها تسقط بغزاره على وجهها جلس اراد بجانب امه وقال لها : انه كابوس يا امي فقالت بالم : ليس كابوس انه الحقيقه
تنهتدت وقالت بحزن: لقد مات اخوكما شعرت به شعرت بالرصاصه وهي تضرب قلبه بلا رحمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الى السيدة ياسمين من غير تحية

الى السيدة ياسمين من غير تحية رغم كل محاولاتنا في طرق الباب على اخي شادي لم يكن يُفتح الباب . طرقت عليه امي الباب مرات عديده نادته با...